من المرجح ألا يتذكر أحد منا اللقاء الأول الذي جلس فيه أمام الموظف/ ة وفتح حسابه المصرفي. البنك، في حال تساءلتم، يتذكر هذا اللقاء بشكل جيد وليس ذلك فقط، وحتى أنه يحتفظ بتوثيق له.
الموظف/ ة الودودون الذين يجلسون أمامنا في اللقاء الأول يعبئون استبيانا للبنك، عنا, دون أن نكون على علم بذلك على الإطلاق. يتضمن الاستبيان أسئلة مثل: ما هو مدى تعاون الزبون؟ هل يظهر كشخص موثوق به؟ هل يجيب الزبون على الأسئلة بشكل متردد وأسئلة أخرى كهذه.
عندما نقوم بإجراء معاملات منتظمة مقابل البنك، ونودع الرواتب، وندير المحافظ الاستثمارية، ونحصل على قروض، نحن على ثقة من أن هذا السلوك المستمر له تأثير إيجابي أو سلبي على الطريقة التي يعامل بها مصرفنا معنا. على سبيل المثال، عندما نتقدم بطلب إلى أحد البنوك للحصول على قرض، ظاهرياً، إذا كنا زبائن جيدين الذين يوفون بجميع المدفوعات بدون شيكات راجعة ولدينا دخل جيد ومستقر، يجب ألا تكون لدينا مشكلة. ما لا نعرفه هو أن الاستبيان الذي عبئه/ عبئته موظف/ ة البنك عنا في اللقاء الأول قد يكون عائقاً لنا طوال فترة إدارة الحساب وقد يؤثر في كيفية اتخاذ البنك للقرارات الخاصة بنا. يمكن للبنك أن يقرر استناداً إلى نفس الاستبيان ما إذا كان سيوافق على قرض ويؤثر على نسبة الفائدة على القرض. يمكن للبنك أن يقرر ما إذا كان سيرفع حد الائتمان لدينا وهناك أمثلة أخرى كثيرة على السلوك المستمر مقابل البنك.
الانطباع الأول هو الذي يحدد كيفية تعامل البنك معك
من المهم أن نفهم أن أول لقاء لنا مع البنك يحدد لنا الطريق التي "سيشير" فيها البنك الينا، سواء كنا زبائن جيدين أو لدينا مشاكل وذلك دون أن نعرف بذلك ودون أن يتعرفوا علينا على الإطلاق. كيف يمكن الحكم على الشخص استنادا إلى اللقاء الاول فقط؟
عندما يضع البنك "علامة" على الزبون
هكذا أثر ذلك "الرأي" على زبون مكتبنا الذي طلب مني مرافقته الى اجتماع في البنك للتوقيع على وثائق. طلب مني الزبون أن ارافقه إلى الاجتماع لأنه شعر أن البنك كان يصعب عليه دون سبب واضح. خلال الاجتماع، طلبت من الموظف الاطلاع على جميع مستندات فتح الحساب، بما في ذلك المستندات الداخلية للبنك.
عن طريق الخطأ، وصل إلى يدي ذلك "الرأي" حول الزبون. الموظفة التي قابلته لأول مرة قررت أن تعرّفه كغير موثوق، وذلك بسبب تردد في منح إجاباته. ومن المهم التشديد على أن الحديث حول موظف حكومي، الذي يتلقى رواتب بانتظام وحتى انه يدير محفظة استثمارية في البنك. عندما لفت انتباه نفس الموظفة، اعتذرت على الفور وقالت أن هذا خطأ، وفي تلك اللحظة، حرصت على تغيير تعريف الزبون على الكمبيوتر ومزقت الاستبيان على الفور. نتيجة لذلك، قرر الزبون الانتقال إلى بنك آخر.
من الواضح لنا جميعا أن للبنوك قوة عظمى، وأنهم بالفعل يستغلونها ويحددون مصائر الناس دون تردد. ومع ذلك، من المهم أن نعرف أنه إلى جانب السلطة، هناك أيضًا مسؤولية كبيرة وهم لا يستطيعون فعل ما يحلو لهم. من المعقول أن نفترض أن الاستبيان هو مجرد غيض من فيض حول السلوك الداخلي للبنوك الذي يحاولون إخفائه عن أعين الناس.
هل صادفت وضعا مماثلا؟ هل لديكم استفسار وترغبون باستشارة؟
يمكنك التوجه الينا عبر التشات على الموقع أو عبر الهاتف